وهب الله الإنسان الكثير من النعم ومنها الأسنان، والأسنان لها فوائد عظيمة منها جمال الشكل والمنظر والابتسامة، وتعين على مخارج الألفاظ والكلام، وتساعد على تقطيع الطعام وطحنه بوساطة الضروس.
وعند فقد الأسنان الأمامية يتشوه المنظر وهو ما يؤثر على نفسية الإنسان ويحتاج إلى تعويض ما فقد بالتركيبات الصناعية المتحركة أو الثابتة ليستعيد جماله.أما في حالة فقد الضروس لا يستطيع الإنسان مضغ الطعام وطحنه وهو ما يسبب له مشاكل بالمعدة، وكذلك ينتج عن ذلك عسر الهضم، لذلك يحتاج إلى التعويض عنها بالتركيبات أيضًا.
دائمة ومؤقته!
هناك الأسنان اللبنية والأسنان الدائمة. والأسنان اللبنية تظهر عند الطفل من سن 6 أشهر وحتى سنتين تكتمل فيها أسنانه وتستمر حتى 6 سنوات تتبدل عندها أسنانه الأمامية الواحدة تلو الأخرى وكل سن لها ميعاد تظهر فيه حتى سن 13.
والأسنان اللبنية عند الأطفال 20 سنًا وضرسًا وعددها وحجمها أصغر من الأسنان الدائمة لدى الكبار مع ملاحظة أن أول ضرس دائمًا يظهر عند الأطفال عند 6 سنوات وليس قبله ولا بعده وليس له بديل لذلك، ويجب المحافظة عليه ومعرفة أنه دائم وليس كما يعتقد الآباء والأمهات أنهم ما زالوا صغارًا وسوف تتبدل أسنانهم ويظهر ضرس جديد.
لذا يجب عدم خلع الأسنان للأطفال في سن مبكرة لما يترتب على ذلك من مشاكل مثل:
ـ تشوة الشكل وهو ما يؤثر على مخارج الكلام وعلاقة الطفل مع أصدقائه.
ـ عدم انتظام الأسنان عند الكبر حيث إن الضرس الذي يسبق السن المخلوعة في الظهور يحل محله، وعند موعد ظهور السن الجديدة لا تجد مكانها وهو ما يسبب عدم انتظام الأسنان وتشوه المنظر. ويحتاج الطفل عند الكبر أي (من 13 سنة إلى 17 سنة) إلى علاج تقويم للأسنان.
العناية بأسنان الأطفال
ـ الكشف الدوري للأسنان لمعرفة الموعد المناسب لخلع الأسنان المؤقتة عند ظهور الأسنان الدائمة.
ـ عمل حشوات للأسنان للمحافظة عليها أطول فترة ممكنة لحين موعد ظهور الأسنان الدائمة.
ـ وضع مادة الفلورايد للمحافظة على الأسنان من التسوس لتبقى أطول فترة ممكنة.
ـ استعمال فرشاة الأسنان بأشكال جذابة وألوان مختلفة لتشجيع الأطفال على استعمال الفرشاة يوميًا.
ـ استخدام معاجين أسنان بالفلورايد وذات ألوان فسفورية جذابة يحبها الأطفال.
ـ تشجيع الأطفال على زيارة الطبيب في عيادة الأسنان وحسن معاملة الطبيب بعمل علاقة طيبة تجعل الطفل يحب زيارة طبيب الأسنان.
وعند الاهتمام بأسنان الأطفال تبقى الأسنان سليمة لحين فترة التبديل وهي تخلخل السن المؤقتة وظهور سن دائمة في مكانها، وعند اكتمال تغيير الأسنان عند سن 13 تقريبًا تصبح الأسنان جميعها دائمة ويظهر ضرس العقل من سن 16 سنة إلى 42 سنة، وذلك حسب وجود مكان في الفك وربما يظل مطمورًا في الفك لعدم وجود مكان لظهوره، وذلك لصغر الفك بالنسبة للأسنان، وأحيانًا يظهر مائلاً أي في وضع غير صحيح ويسبب آلامًا ومشكلات في الفك وعندها يجب إزالته جراحيًا.
حشوات تجميلية
والأسنان الدائمة يختلف عددها وحجمها ولونها عن الأسنان اللبنية ويبلغ عددها 32 سنًا وضرسًا، ويجب المحافظة عليها لتبقى أطول فترة ممكنة نظيفة وسليمة لتؤدي وظيفتها بفاعلية. وعند إصابة أي منها بالتسوس يجب مراجعة الطبيب لعمل حشوات للمحافظة عليها.
وهناك حشوات أملجم (بلاتين) وكذلك حشوات تجميلية إذا أصيبت السن الدائمة بتسوس وصل إلى العصب، ويجب عمل علاج جذور لها والمحافظة عليها بدلاً من خلعها كما يعتقد بعض الآباء أنه يمكن أن يظهر مكانها ضرس بديل. وللمحافظة على الأسنان الدائمة يجب تفريش الأسنان وتنظيفها يوميًا بفرشاة مناسبة وبمعجون يحتوي على مادة الفلورايد والتنظيف واستعمال الفرشاة لابد أن يكونا بالطريقة الصحيحة. وهناك طرق عديدة لتنظيف الأسنان وعلى الطبيب المعالج شرح الطريقة السليمة السهلة التي يتبعها المريض ليستطيع تنظيف الأسنان من جميع الجهات حتى لا تصاب بالتسوس أو الترسبات الجيرية، ولطريقة تفريش الأسنان دور كبير في منع حدوث التسوس فبعض الناس ينظفون الأسنان الأمامية فقط ويهملون الضروس الخلفية، وبعضهم ينظف الأسنان من الخارج وليس من الداخل وهو ما يتسبب في الإصابة بتسربات الجير وحدوث تسوس بالأسنان، لذلك يجب عمل فحص دوري للأسنان كل 6 أشهر عند طبيب الأسنان.
مراحل التسوس
ينبغي معالجة تسوس الأسنان مبكرا وعمل حشوات. ويبدأ التسوس دون ألم ويستمر حتى يصل إلى مراحل أخرى يشعر بها المريض بالألم:
ـ الشعور بألم عند شرب سوائل باردة أو ساخنة.
ـ الشعور بألم عند مضغ الطعام أي عند الأكل والضغط على الضرس، وهذه مرحلة متقدمة تدل على قرب مرحلة التسوس من العصب.
ـ الشعور بألم شديد وصداع نصفي يصيب الجهة التي بها الضرس ويشعر المريض بألم في العين والأذن والأسنان العلوية والسفلية ولا يستطيع المريض أن يحدد الضرس المسبب للألم، وهذه المرحلة هي وصول التسوس إلى العصب، ويقوم الطبيب بعمل علاج العصب للمحافظة على الضرس وتجنب فقده.
لذلك يجب المحافظة على الأسنان اللبنية والأسنان الدائمة لأن لهما دورًا مهمًا لكي يعيش الإنسان في سعادة وصحة دائمة بإذن الله.