النتائج الكارثية للغزو الأمريكي للعراق والذي طال كل مفاصل الحياة ما تتعرض له المرأة العراقية من انتهاكات على أيدي قوات الاحتلال وربيبها الشرطة العراقية من عنف واغتصاب يندى له جبين الإنسانية وتتفطر له القلوب كأرض شققها الزلزال، فمنذ عام الغزو المشئوم تحدثت الكثير من النساء العراقيات عن ظاهرة الاغتصاب الذي تعرضن له في مراكز الاعتقال والسجون ولكن كلامهن لم يلق صدى عند الحكومة العراقية أو الرأي العام العربي والعالمي، وكانت هناك محاولات للتمويه على هذه الحالة وتقزيمها، حتى بدأت فضائح سجن أبو غريب تكشف للملأ وهي فضائح تكاد أن تكون من مخلفات محاكم التفتيش في القرون الوسطى وليس من معالم الألفية الثالثة خصوصا إن أبطالها يدعون بأنهم حملة مشاعل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
في البدء اعلنت منظمة (مراقب حقوق الإنسان) في تقرير لها عام 2005 عن تعرض المعتقلات العراقيات في سجون الاحتلال وأقبية وزارة الداخلية إلى الاغتصاب، وتحدثت أيضا (منظمة العفو الدولية) عن فتاة عراقية لا يتجاوز عمرها السادسة عشر إلى اغتصاب أمام والدها الذي كان ضابطا كبيرا في الجيش العراقي السابق، وأشارت إلى اغتصاب عدة فتيات إثناء الاجتياح الأمريكي لمدينة حديثة، كما أشار تقرير صادر عن (شبكة المرأة العربية) في مايس من نفس العام إلى أن 52% من النساء العراقيات معرضات للتهديد والعنف على أيدي قوات الاحتلال، وهو ما أكدته بدورها منظمة الصليب الأحمر الدولية في تقاريرها حيث رصدت مثل هذه الانتهاكات.
كما تحدثت تقارير دولية عن تعرض أكثر من(400) امرأة عراقية إلى الخطف، بمعدل(5- 10) أسبوعيا، وقد تعرضن معظمهن إلى الاغتصاب، واتهمت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة القوات الأمريكية والبريطانية باغتصاب العشرات من نساء وأطفال العراق، كما سجلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان(57) حالة اغتصاب لنساء بالغات و(27) حالة اغتصاب لأطفال منها(11) حالة على أيدي القوات البريطانية و(3) على أيدي القوات الدنمركية. وذكرت د.شذى جعفر من الأعضاء المؤسسين لهيئة المرأة العراقية بأن النساء اللواتي اعتقلن تعرضن إلى الاغتصاب وبعضهن بيع لدول مجاورة، ويشاطرها الرأي محمد ادهام رئيس اتحاد الأسرى والسجناء الذي تمكن من توثيق عدد من حالات الاغتصاب في أبو غريب، ونفس الرأي أكدته السيدة إيمان خميس مديرة المركز الدولي لرصد الاحتلال حيث أشارت إلى أن إحدى المعتقلات اغتصبها عدد من أفراد الشرطة (17) مرة تحت مرأى الأمريكان
إن القلب لينفطر وان العين لتدمع وان العقل ليأسى لمثل هذا العار الذي يلحق بنا كل يوم بسبب الاحتلال وإذنابه، وأي مأساة اكبر من وطن مغتصب وشرف منتهك، والى متى تلبس حكومتنا عباءة العار المطرزة بخيوط الذل والهوان.والى متى يتجاهل العرب والمسلمون مأساتنا ومتى يمدون أيديهم لإسعاف الجريح الذي لم ينساهم وهو في أوج محنته.