أول الهمـس
البعض يتعمد أن يكسر الكأس.. ويسكب اللبن..
كي يمارس هواية البكاء على اللبن المسكوب
ترى ..
اذا كانت قلوبنا هي الكأس المكسوره
و مشاعرنا هي اللبن المسكوب
فكم مرة كسرت تلك الكأس ..؟؟
وكم مرة سُكب ذلك اللبن ..؟؟
في لحظات... الحب الصادقة
نفتح لهم ابواب قلوبنا ...
ونهبهم الحب بلا تردد
ونمنحهم الامان بلا حدود
ونغمض اعيننا على حلمنا الجميل بهم ..
و نحس اليهم قدر استطاعتنا ...
في غمرة الحب ..
و غمرة الحلم
وغمرة العطاء
ننسى اتقاء شر من احسنا
اليهم
ونغمض اعيننا على طيفهم الجميل
ااامين ... مطمئنين لهم... ولا يوقظنا من لذة احلامنا معهم
سوى طعنهم
سوى طعنهم
سوى طعنهم
الغدر التي تستقر في قلوبنا ...
وصوت انكسار احلامنا الذي يهز اركاننا
وتنكسر الكأس..
وينسكب اللبن..
ويصيبنا الموقف بالذهـــول.
.
ويصعـب علينا استيعاب الموقف..
ويرعبنا تصور الحياة من دونهم..
ونبـكي خلفهم كالأطفـال..
وننحني حـزناً..
وننكسر ألماً..
ونناديهم بأعلى صوتنا..
ونرجوهم ألاّ يرحلوا..
ونتوسل إليهم أن يعـودوا..
لكـــــــــن.. لا مجيب!!!
وبعد دوامة من الحزن والضياع والألم..
نعــود إلى أنفسنا من جديـد..
نبحث عن ذواتنا مرة أخرى.
ونحاول جاهدين إصلاح أعماقنا..
وترميم أحلامنا المكسورة..
ونترك بقـاياهم خلفنا..
ونطوي صفحتهم إلى الأبـد..
وفي قمة نسيانهم..
يعودون إلينا..
يطرقون أبوابنا من جديـد..
يحاولون إحياء الحب الميت من جديـد..
ويسردون القصص الكاذبة..
ويسردون أعذارهم الواهية..
ويقدمون لقلوبنا اعتذارهم..
المتأخر جداً..
وينتظرون منا..
أن نفتح لهم أبوابنا من جديد..
وأن نحسـن استقبالهم من جديد..
وأن نرقص لعودتهم فرحاً..
وأن ننسى كل العذاب الذي عايشناه في غيابهم..
وأن ننسى كل الدموع التي سفكناها عند رحيلهم..
فمثل هؤلاء..
يحبون أنفسهم كثيـرا..
ويظنون أن الحياة تتوقف في غيابهم..
ويخيل إليهم غرورهم.. أنهم سيمكلون مفاتيح قلوبنا.
.
إلى الأبـد..
وأنهم يملكون حق العودة إلينا متى شاؤوا..
وأننا سنضيع أيامنا في انتظار إشارتهم الخضراء..
كي ننطلق نحوهم من جديد..
وأننا سنقضي عمرنا في البكاء على أطلالهم المهجورة..
لكنهم يذهلون..
ويصابون بشيء من الصدمة..
حين يكتشفون أن الحياة مازالت مستمرة..
وأن وجودنا لم يعد في حاجة إلى وجودهم..
وأن قلوبنا الصادقة لم تعد تتسع لهم..
وأن دموعنا عليهم قد جفت منذ زمن..
وأن نصفنا الآخر لم يعد يشبههم في شيء..
وأن صلاحيتهم قد انتهت لدينا تماما
وعندها فقط..
يتخبطون كما تخبطنا..
ويطرقون أبوابنا كما طرقنا أبوابهم..
ويبكون خلفنا كما بكيـنا خلفهم.
.
لكن بكاءهم لا يجدي شيئاً..
لأنه يكون بكاء على اللبن المسكوب
اخر الهمس
إذا كسرتم الكأس يوما..
فلا تحاولوا إصلاحها.. فلن تعود كما كانت أبداً..
وإذا سكبتم اللبن يوما..
فلا تبكوا عليه..
فلن ينفع البكاء على اللبن المسكوب في شيء
كلمات اعجبتني ورنت داخل اذني ودقت باب قلبي فنقلتها لكم
دمتم بود