رغم تصريحات الانكار المتعددة من جانب طهران . يعد من الاسرار المفضوحة ضلوع ايران في تقويض قوة الحكومة العراقية وصب الزيت على حريق الاظطرابات والفوضى في العراق . وسبيل ايران في زعزعة الاستقرار بالعراق هو يدها الطولى المتمثلة بالحرس الثوري الايراني . هذه القوة المتالفة من من 125 الف رجل والمدربين والمجهزين بارقى صنوف الاسلحة الحديثة وعلى اعلى مستوى تدريبي تحصل عليه القوات العسكرية في الدول المتقدمة . منذ ولادة الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1979 . وضمن الحرس الثوري تتواجد وحدة خاصة سرية .. هي قوة القدس ... وهي مختصة بتنفيذ العمليات العسكرية في البلدان في خارج نطاق حدود ايران وبالاخص في العراق ...
بيد ان تكلفة ايقاع هذه الفوضى والاظطرابات في العراق باتت في تزايد . فقد اصبح المتورطون مع قوة القدس على رأس الاهداف التي تشن عليها الغارات العسكرية التي تقودها قوات التحالف في العراق ...
ففي السادس عشر من من كانون الثاني المنصرم . قامت القوات العسكرية باعتقال احد الافراد الكبار في شبكة تقوم بتهريب الاسلحة من ايران الى العراق . وصرح مسؤولوا التحقيق بان المتهم الذي تم القاء القبض عليه اعترف بصلته المباشرة ب ( قوة القدس ) وبقادة المسلحين في العراق . وقد كان عضوا رفيع المستوى من المجموعات الخاصة . وهم مجموعة من المتطرفين العر اقيين يمثلون فئة المستفيدين من التدريب العسكري الايراني والاسلحة الايرانية . وينتمي معظم اعضاء المجموعات الخاصة للميليشيات العراقية . خاصة احدى الفرق التي انشقت عن جيش المهدي الذي يتزعمه رجل السيد مقتدى الصدر .
ويثبت ان الرجل الذي تم اعتقاله اثناء غارة 16 كانون الثاني قد ساعد في الاشراف على تهريب صواريخ الكاتيوشا ايرانية الصنع والقنابل الخارقة للدروع اي اف بي اس وغيرها من الاسلحة . وهذه القنابل الخارقة للدروع قد تركت بشكل خاص وفي وضعية خاصة .
فتلك القنابل التي لايزيد حجم الواحدة على حجم قبضة اليد قادرة على النفاذ خلال اقوى العربات المدرعة . وكان المهرب المعتقل مسؤلا عن توزيع الاسلحة القادمة من ايران للاعضاء الاخرين في المجموعة الخاصة في بغداد .
ومن الواضح ان الخمسة الاخرين الذين تم اعتقالهم في غارة 16كانون الثاني المنصرم ينتمون لمواقع اقل مرتبة في المجموعة الخاصة . وكان اربعة منهم قد اثبت التفتيش وجود اثار للمتفجرات معهم .
وقبل هذه الغارة بثلاثة ايام كانت غارة اخرى تقودها التحالف وبمرافقة القوات العراقية قداستهدفت مسلحين اخرين يقومون بتهريب الاسلحة للعراق من ايران . وكانت هذه الغارة في بغداد بمدينة الصدر . وقد اسفرت الغارة عن اعتقال ثلاثة عشر من مهربي الاسلحة ممن هم على صلة بايران . بينما لقي خمسة مسلحين اخرين مصرعهم في الغارة .
كذلك فقد اوقعت غارة 13 كانون الثاني باحد ممولي الجماعة الخاصة . واثبتت التحقيقات ان المشتبه به كان يعمل مع قوة القدس على تمويل المسلحين العراقيين . وتشير التقارير والتصريحات الرسمية ان هذا الممول كان قائدا للجماعة الخاصة في منطقة البياع غربي بغداد .
وكان الحرس الثوري الايراني حريصا على الاستعانة بالعراقيين . مثل الافراد الذين تم القبض عليهم او قتلهم في الغارات الاخيرة . في القيام بعمليات التهريب الفعلية ( القنابل الخارقة للدروع ) وغيرها من الاسلحة الايرانية .ولنفس السبب . فان المدربين الايرانيين لايعملون داخل العراق . حيث يسافر افراد المجموعة الخاصة الى معسكرات تدريب الحرس الثوري داخل ايران . ذلك ان فيلق قوة القدس يدرك حجم الاحراج الذي يمكن ان تتعرض له الحكومة الايرانية اذا ماتم اعتقال مواطنين ايرانيين يقومون بانشطة تخريبية على الاراضي العراقية . لذلك كان البقاء في ايران اكثر امانا لهم .
ولكن الحرس الثوري ربما قد بدا يدفع مؤخرا ثمن تدخله . ففي منتصف شهر كانون الثاني اوردت الاذاعات الاخبارية ان واشنطن تخطط لادراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الارهابية الاجنبية . وتكون تنظيمات القاعدة من المنظمات الاكثر شهرة في هذه القائمة وطبقا للقانون الامريكي فان الكيانات المدرجة على القائمة السوداء للارهاب تكون خاضعة للاجراءات المضادة ( المالية ) والحرس الثوري الايراني لايملك اية اموال في الولايات المتحدة . ولكن شركاءه الماليين سيكونون عرضة لهذه الاجراءات التي قد تؤدي الى نتائج مكلفة جدا للحرس الثوري .
وكانت الوحدة الايرانية نشطة للغاية ماليا في السنوات الاخيرة .
وهذه الانشطة المالية هي التي تدعم .من بين اشياء اخرى العمليات التخريبية لقوة القدس في العراق .
ويمكن ان نجد في شمال العراق دليلا على النطاق الذي اتسعت لديه عمليات الحرس الثوري والتي تتجاوز دورها العسكري . حيث يضطلع الحرس الثوري هناك بادارة مشروعات في الانشاءات والصرافة .
فاذا انتهى مآل الحرس الثوري الى الادراج على القائمة السوداء الامريكية . فان الكثير من الشركات الاجنبية سوف تناى بنفسها عن عقد اي صفقات مع المنظمة الايرانية .
وقد عبر عن ذلك احد المسؤلين حينما قال .
( مامقدار المخاطرة التي تكون الشركات الاجنبية على استعداد لتحملها ؟؟؟ هل هي على استعداد لتستيقظ ذات صباح وتجد ان حساباتها في البنوك الامريكية قد تم تجميدها ؟؟ او فروعها الامريكية قد تم اغلاقها ؟ )
واردف قائلا : اننا نريد اجبارهم على ان يختاروا اما عقد الصفقات مع الحرس الثوري او مع باقي العالم ...
وبينما تقوم الغارات العسكرية باعتقال العملاء العراقيين لايران . فان الاجراءات المضادة المالية من شانها ان تشل من قدرة ايران على تمويل عملياتها التخريبية في العراق ..
